قصة شتاء الجزء الرابع

لماذا هربت ؟ لما تركتها لوحدها؟  حتما أنها محتاجة لمن يساندها و يقف بجانبها؟  لماذا انتظرتها طوال اليوم ؟ و فررت بجبن؟  هل احببتها فعلا؟  أم كان هذا فقط حب التملك؟  معقول؟  في رمشة عين يتغير كل شيء. ......لم تكمل السادسة و العشرين لا زالت في مقتبل العمر أين انا من الحياة؟ من انا؟ أستطيع أن اموت في أي لحظة انا كذلك، كانت الأسئلة تتوالى عليه بسرعة.....تارة يجد الإجابة و تارة يخاف أن يجيب....أخبر معاونه انه لن يمر إلى الصيدلية، الغى موعدا مع أصدقائه للذهاب إلى ملهى ليلي ثم اقفل هاتفه و دخل مباشرة الى منزله الفخم. بدى له المنزل مظلما و موحشا..... كان لديه كل شيء، في 34 لديه صيدليته الخاصة -حصل على دبلوم بطرق ملتوية من أوربا الشرقية- يسافر وقت ما شاء، يفعل كل ما يخطر بباله، لكنه كان يفتقد أهم شيء الإنسانية، أحس بتعب شديد، أستلقى على السرير، لكنه لم يذق طعم النوم. في مكان ما، في نفس المدينة لم يعلم أن النوم لم يكحل عينيها لكن لأسباب مختلفة عنه تماما.
نهضت من فراشها مع آذان صلاة الفجر، كانت قد سمعت عن
منافع the miracle morning routine, و عزمت على تطبيقها في حياتها. توضئت و صلت صلاة الفجر، وقع هذه الصلاة غريب على الإنسان، يشعرك بالطمأنينة و التقرب من الخالق، كان يوم جمعة مباركة، استرسلت بقراءة سورة الكهف بعدها قرأت أدعية الصباح.
احست بالجوع بعد ذلك، لم تشعر بالرغبة في الأكل منذ مدة، حضرت الشاي و صحنا من زيت الزيتون و العسل و الجبن الأبيض مع خبز الشعير، كانت تعشق هذا الفطور .
التقليدي - لحسن حظها أن والدتها كانت تحضر لها كل ما تحتاج، رغم أنها كانت في شبه إضراب عن الطعام -
وضعت فيديو لرياضة الزومبا على حاسوبها و قلدت حركات الكوتش, رغم التعب و الإرهاق الشديد، كانت تفعل ما بوسعها لتحس أنها على قيد الحياة، و بدأت بالفعل تحس
بذلك
"يا إلهي لم أظن أن المدينة كلها ضربت موعدا في قاعة الإنتظار، لم تحن التاسعة بعد!" هذا ما دار في بالها و هي تنتظر دورها عند أشهر معالج بالرقية الشرعية.
بعد الإنتهاء من حصة العلاج، ذهبت لزيارة والدتها و صديقتها ليلى اللاتي فرحن كثيرا.
اتصلت بعد ذلك بمعهد لتعليم الفنون المسرحية، نصحتها صديقتها به، اقترح عليها المسؤول القدوم مساء لكي تحضر لحصة مجانية.
كان يحس بآلام شديدة في جسمه بأكمله، جلس بصعوبة على جنب السرير.
توجه متثاقلا إلى المطبخ لتحضير النيسبريسو، ثم فتح الرفوف و رمى قنينات الخمر و معهم شريحة هاتفه.
وضع قهوته فوق مكتبه، فتح حاسوبه و بحث عن رحلة ، متوجهة إلى العمرة بعد شهر و نصف ثم قام بالحجز وعطل بعد ذلك جميع حساباته على مواقع التواصل الإجتماعي.
أمضى بقية اليوم في مشاهدة بقية اليوم في مشاهدة فيديوهات تتكلم عن التوبة، الجنة، النار، عذاب القبر. ...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مايكل جاكسون

الرجولة